Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
فثبتوا على ذلك، مع اعتقادهم حلَّها؛ استيحاشًا مِن مفارقةِ العادة، فقال اللَّهُ تعالى لهم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} واعتقدوا الإسلامَ، {ادْخُلُوا} في شرائعِ الإسلام كلِّها، ولا تتمسَّكوا بشيءٍ ممَّا نُسِخَ، ودَعوا ما ألِفتموهُ، ولا تستوحشوا مِن النُّزوعِ عنه، فإنَّه لا وحشةَ مع الحقِّ، وإنَّما هو مِن تَزيينِ الشَّيطان، فلا تتَّبعوه، فإنه يريد أن يُفسِدَ عليكم بهذه الوساوسِ إسلامَكم، {فَإِنْ زَلَلْتُمْ}؛ أي: زُلتُم عمَّا دخلتُم فيه، فاعلموا أنَّ اللَّهَ يَنتقمُ منكم، وهو حكمةٌ منه.
وقال الحسنُ وقتادةُ وجماعةٌ: هو خطابٌ للمسلمين المخلِصين (١)؛ أي: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} ظاهرًا وباطنًا بكلِّ الأنبياءِ والكتب، {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً}؛ أي: اثبتُوا على الدِّين الحقِّ أبدًا جميعًا، {وَلَا تَتَّبِعُوا} وساوسَ الشيطان فلا ترجعوا، {فَإِنْ زَلَلْتُمْ} (٢) بعد وضوحِ الحُجَج لبلاءٍ ينالُكم في أبدانكم وأموالِكم في جهاد أعدائكم، {فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} لا يَدع (٣) نصرةَ دينِه، بل يأتي بغيرِكم ممَّن يَنصرُه وَيتحمَّلُ الشَّدائدَ.
ويتَّصلُ هذا بما بعده إلى قوله تعالى: {وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ} الآية البقرة: ٢١٤، ويتَّصل به أيضًا قولُه تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ}؛ أي: أعداؤكم معاندون (٤) قد لزمَتهُمُ الحُجَّة.
(١) أخرج عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٤٥)، ومن طريقه الطبري في "تفسيره" (٣/ ٥٩٥) عن قتادة في تفسيرها: ادخلوا في الإسلام جميعًا. وأخرج ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٢/ ٣٧٠) (١٩٤٩) عنه قال: {فِي السِّلْمِ} يعني: في الموادعة.
(٢) في (أ) و (ف): "وإن".
(٣) في (ر): "لا يضره" بدل: "لا يدع".
(٤) في (ف): "المعاندون".