Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
التَّمر (١)، {وَرِزْقًا حَسَنًا} النحل: ٦٧، وهو ما يتَّخذ منه سواها، فعقلَ كبراءُ الصَّحابة -رضوان اللَّه عليهم- أنَّه لو كان فيها خيرٌ لم تُميَّز (٢) عن الرِّزق الحسن، فتركوها، فنزلَ قولُه تعالى: {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} بمسألةِ حمزةَ ومعاذٍ رضي اللَّه عنهما (٣)، فذمَّهما ولم يُحرِّمهُما، فامتنعَ كثيرٌ منهم عن ذلك، وبعضُهم كانوا يشربونها (٤)، فصنعَ عبدُ الرَّحمن بن عوف طعامًا لجماعةٍ مِن المهاجرين والأنصار، فسقاهُمُ الخمرَ، وصلَّوا في منزلِه وهو إمام، فقرأ في صلاة المغرب: قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون، فأنزلَ اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} (٥).
وهذه الآية أشدُّ مِن الأولى؛ لأنَّ اللَّهَ تعالى حرَّم السُّكْرَ عند مواقيتِ الصَّلوات، فقال عمر رضي اللَّه عنه: إنَّ اللَّهَ يُقارِبُ في النَّهيِ عن شُربِ الخمر، وما أُراهُ إلَّا سيُحرِّمُها (٦)، فكانوا يشربونَها في غير مواقيت الصلوات (٧).
فصنعَ عتبانُ بنُ مالك طعامًا، ودعا رجالًا من المسلمين فيهم سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه، وكان شوى لهم رأسَ بعير، فأكلوا منه، وشربوا الخمرَ حتى أخذت فيهم، ثمَّ إنَّهم افتخروا عند ذلك، وانتسبوا، وتناشدوا الأشعارَ، فأنشدَ سعدٌ
(١) "وهو خمر التمر" من (أ).
(٢) في (أ): "يتميز".
(٣) قال الثعلبي في "تفسيره" (٢/ ١٤١): نزلت في عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل ونفر من الأنصار؛ أتوا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالوا: يا رسول اللَّه أفتنا في الخمر والميسر، فإنها مذهبةٌ للعقل، مَسلبةٌ للمال، فأنزل اللَّهُ تعالى هذه الآية. وانظر "أسباب النزول" للواحدي (ص: ٦٤ - ٦٥).
(٤) في (ر): "كان يشربها" بدل "كانوا يشربونها".
(٥) خبر عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه عنه رواه الطبري في "تفسيره" (٧/ ٤٥ - ٤٦).
(٦) في (ر): "يحرمه".
(٧) انظر: "تفسير الثعلبي" (٢/ ١٤٢).