Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
فأماتَهمُ اللَّه تعالى، ومرَّت عليهم السُّنون حتَّى عَرِيَت عظامُهم، وتفرَّقَت أوصالهم، فمرَّ بهم نبيٌّ يُقالُ له: حزقيل، فأوحى اللَّهُ تعالى إليه أنْ نادِ فيهم: قُوموا بإذن اللَّه تعالى، فنادى، فنظرَ إليهم قيامًا يقولون: سبحانك اللهمَّ وبحمدِك، لا إلهَ إلا أنت (١).
وقال هلال بن يساف: هم قومٌ مِن بني إسرائيلَ وقعَ فيهم الطَّاعون، فذهبَ أشرافُهم وأغنياؤهم، وأقامَ سَفِلَتُهم وفقراؤهم، فكثُر فيهم الموتُ، ونجا الذين خرجوا، لم يُصِبهُم مِن ذلك شيءٌ فقال الذين نجوا: لو أقمنا بالبلدةِ كما أقامَ هؤلاء هَلَكنا كما هَلكوا، وقال هؤلاء: لو ظعنَّا كما ظعنوا لنجونا، فأجمعوا أنْ يَظعنوا جميعًا، فأرسلَ اللَّهُ عليهم الموتَ، فماتوا حتَّى صاروا عظامًا تَبْرُقُ، فمرَّ بهم نبيٌّ -أحسبه حزقيل- فقال: يارب، لو شئتَ أحْيَيْتَهم فعبدوك، وعَمَروا بلادَك، فقيل له: تكلَّم بكذا وكذا، فإنَّهم سيَحيون، فتكلَّم بالكلامِ، فجعلَ يَرى العظامَ تخرج إلى العِظام، حتَّى اجتمعَ بعضُها إلى بعضٍ، وكُسِيَت لحمًا، ثمَّ أُمِرَ بأمرٍ، فتكلَّم به، فإذا هم قعودٌ يَذكرونَ اللَّهَ تعالى، ويُسَبِّحونَه (٢).
ورَوى (٣) السُّدِّيُّ عن أبي مالكٍ رحمهما اللَّهُ قال: كانوا في قريةٍ يقال لها: داوَرْدان، قريبًا من واسِطْ، فوقعَ فيهم الطَّاعون، فأقامت طائفةٌ، وهربَتْ طائفةٌ، فوقعَ الموتُ في مَن أقامَ، وسَلِمَ الذين رحلوا (٤)، فلمَّا ارتفعَ الطَّاعونُ رَجعوا إليهم، فقال
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٤/ ٤١٦ - ٤١٧)، وابن أبي حاتم (٢/ ٤٥٨) (٢٤٢٢)، دون قوله: "يقولون سبحانك اللهم. . . . "، ووقعت هذه العبارة في "تفسير الطبري" (٤/ ٤١٧) و"تفسير ابن أبي حاتم" (٢/ ٤٥٨) (٢٤٢١) في قول مجاهد.
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٤/ ٤٢٢ - ٤٢٣)، وابن أبي حاتم (٢/ ٤٥٧) (٢٤١٨).
(٣) في (أ): "ويروي".
(٤) في (أ): "جلوا".