Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
التابوت، ورام صعودًا إلى السماء، فلمَّا أن صار في الهواء ولم يَصل إلى السماء وطال عليه الأمرُ وعلم أنه لا يقدِر على ذلك رجع بالتابوت إلى الأرض.
ثم دعاه كفره إلى أن قال: أذهبُ وأطلبُ إلهَ إبراهيم في البحر فإنَّ ملكه في البحر، فلما أن ركب السفينة ومَن معه وتوسَّط البحرَ، فاضطربت به الأمواج وعصفت عليه الريح، الْتَفتَ إلى أصحابه فقال: أمَا تَرَون إلى إله إبراهيم يأخُذ ما في سلطانه، ولو برز لنا في سلطاننا لعَلِم أنه لا يَنتصِف منا، قال: فركَدتِ الريح وسكَنت الأمواج وهاله ما رأى منها، فانصرف يريد مملكته، فلما جاءوا إلى الجد وقرِّبت دابته ليركبها، أرسل اللَّه بعوضًا فطنَّ (١) على أذنه فآذاه، فأجهد نفسَه بيديه وكُميه فلم يقدر على دفعه عنها، فرأى ذلك مَن كان معه، فأقبلوا بأيديهم وثيابهم لدفع ذلك البعوض عن أذنيه فلم يقدروا على ذلك من أذنيه، فأقبلت تطير وتؤذيه ويَجهدون بأنفسهم في دفعها فلا يقدرون على ذلك، حتى دخلت في أذنه واستقرت في دماغه، فلما أن صار إلى دار ملكه وسلَّطها اللَّه على دماغه، وأقبلت تأكله وتمصُّه، فكان أعظمُ أهله عليه منّةً وآثَرُه منزلةً إذا دخل عليه أخذ مِرْزبَةً فضرب بها رأسه، وكان قد أَعدَّ لذلك عدَّة مِرزبَات، فلم يَزَل كذلك حتى حان أجلُه، فدنا إلى عتبة باب بيته فلم يَزل يضربُ رأسه على العتبة حتى مات، فشُق رأسه فأُخرجت من صماخه وقد صارت كالناهض (٢)، فطارت بين أيديهم فلم يملكوا لها نقصًا.
قال نجم الدين: وحدثني هذا الحديث جماعةٌ؛ منهم: الشيخُ القاضي الإمامُ أبو المظفَّر طاهرُ بن الحسين المتربفغني، والشيخ الإمام محمد بن نصر الوتار، والصالحي، والشيخ الإمام أبو الفريع مسعود بن محمد المكفولي، والدِّهقان العالم
(١) في هامش (أ): "أي: صاح".
(٢) الناهض: فرخ الطائر الذي وفر جناحه وتهيأ للطيران. انظر: "القاموس" (مادة: نهض).