Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقال ابن عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: أي: ومَن دخلَه مصدِّقًا بفَرْضيَّة حجِّه كان آمنًا من عذاب اللَّه الذي يستحقُّه الجاحدون له (١).
وقال قتادة: كان الحرم أمنًا في الجاهليَّة ومَفزعَ كلِّ خائفٍ ومَلجأَ كلِّ جانٍ، لا يُهاج فيه ذو (٢) جَريرةٍ، ولا يُتعرَّض (٣) فيه لقاتل، فأمَّا اليوم فمَن سرق فيه قُطع، ومَن قَتلَ فيه قُتل، وأحبُّ البقاع إلى اللَّه ما تُؤدَّى فيه فرائض اللَّه تعالى (٤).
وهذا في حقِّ مَن جنى فيه، فأمَّا الجاني إذا التجأ إليه كالحربيِّ والمرتدِّ والقاتل؛ فعند الشافعي يُقتَل فيه، وعندنا لا يُقتل فيه (٥)، ويُلجأ إلى أن يَخرج منه فيقامَ عليه ذلك؛ لهذه الآية (٦).
فإنَّ قولَه تعالى: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} تقديرُه: ومَن يدخلْه يكنْ آمنًا؛ لأنَّه شرطٌ وجزاءٌ، وذلك يكون في المستقبل دون الماضي، ولكلمة الشرط والجزاء أثرٌ في هذا، وهو تغيير الماضي إلى معنى المستقبل؛ فإنَّ قولَك: إنْ زرْتَني زُرْتُكَ، في معنى (٧): إن تَزُرْني أَزُرْكَ.
(١) روى نحوه الطبري في "تفسيره" (١٦/ ٥١٧)، عند تفسير قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} الحج: ٢٧ قال: ومن دخله من الناس الذين أمر أن يؤذن فيهم، وكتب عليهم الحج، فإنه آمن، فعظموا حرمات اللَّه تعالى، فإنها من تقوى القلوب.
(٢) في (ف): "دون".
(٣) في (أ) و (ر): "يعترض".
(٤) رواه بنحوه عبد الرزاق في "تفسيره" (٤٣٤)، والطبري في "تفسيره" (٥/ ٦٠١)، وابن المنذر في "تفسيره" (١/ ٣٠٤)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٧١٢).
(٥) "فيه": من (أ).
(٦) انظر: "الحاوي الكبير" للماوردي (١٢/ ٢٢٠)، و"التجريد" للقدوري (١١/ ٥٦٧٦).
(٧) قوله: "زرتك في معنى" من (أ)، وفي (ر): "أزرْك تقديره"، وسقط من (ف).