Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
ذهابَ ذلك، فأَخبر أنَّهم لو آمنوا لكان عزُّهم وشرفُهم في الإيمان أكثرَ، وقد ظهر ذلك لعبد اللَّه بن سلام وكعبِ الأحبار.
والثَّاني: أنهم أبَوا الإيمانَ واتِّباعَ محمَّدٍ وثبتوا على الكفر إشفاقًا على ما لهم من المنافع والمنال أن يذهبَ ذلك عنهم، فأخبر أنَّ الإيمان خير لهم في الآخرة؛ إذ هذا منقطعٌ، والذي يكون لأهل الإيمان في الآخرة باقٍ دائمٌ لا يزول (١).
وقيل: في قوله تعالى: {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ}: أي: ثبتوا على إيمانهم به قبلَ مبعته (٢) ولم يكفروا به بعدَه.
وقال الإمامُ القشيريُّ رحمه اللَّه: لَمَّا كان المصطفى أشرفَ الأنبياء كانَتْ أمَّتُه (٣) أشرف الأمم، وكانت أعمارُهم أقصرَ الأعمار، وعصرُهم آخرَ الأعصار؛ لئلَّا يطول تحتَ الأرض لبثُهم، وما حصلَتْ خَيريَّتُهم (٤) لكثرة صلواتهم (٥) وعباداتهم، ولكنْ بنظرِ اللَّه تعالى إليهم، وتخصيصِه إيَّاهم، ولقد طالَ وقوفُ المتقدِّمين بالباب، ولكنْ لَمَّا خرجَ الإذن بالدُّخول تقدَّم المتأخِّرون (٦):
وكَمْ باسطيْنَ إلى وَصْلِنا... أَكُفَّهُمُ لمْ يَنالوا نَصِيبًا (٧)
وقال في قوله تعالى: {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}:
(١) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٢/ ٤٥٥ - ٤٥٦).
(٢) في (ف): "بعثه".
(٣) في (أ) و (ف): "كان خدمه" بدل: "كانت أمته".
(٤) في (ر) و (ف): "خيرتهم".
(٥) في (أ) و (ف): "صلاتهم".
(٦) بعدها في (أ): "كما قيل"، وفي (ر) و (ف): "شعر".
(٧) البيت للعباس بن الأحنف كما في "الشعر والشعراء" لابن قتيبة (٢/ ٨١٩).