Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
والتدقيق، وَجدوا محبةَ الحقِّ سبحانه ميراثَ صبرهم، وكان الخَلَفُ لهم (١) الحقَّ عند نهاية أمرهم، فما زاغُوا عن شرط الجهد ولا راغُوا (٢) في حفظ العهد، وسلَّموا تسليمًا، وخرجوا عن الدنيا وكان (٣) كل واحدٍ منهم للعهد مستديمًا، وعلى شرط الخدمة والودِّ مستقيمًا، وما قالوا من الدعاء فقد تحقَّقوا بحقائق المعاني، وتحرَّسوا (٤) عن إظهار الدعاوي، ثم نطقوا بلسان الاستغفار، ووقفوا في مواقف الاستحياء، فكانوا (٥) كما قيل:
يتجنَّبُ الآثامَ ثم يخافُها... فكأنما حسناتُه آثامُ (٦)
(١٤٨) - {فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين}.
قوله تعالى: {فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا}: أي: أعطاهم جزاءهم في الدنيا الظَّفرَ والنصرَ والغنيمة، والمدحَ والتعظيم والحرمة {وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ}؛ أي: الجنة والنعمة والقربة والرؤية، وذكرُ الحُسْنِ في ثواب الآخرة دونَ الدنيا؛ لصِغَر أمر الدنيا وحقارتها، وانقطاعِ ما فيها.
ثم إنما عَطف قولَه تعالى: {وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ} على قولهِ: {فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا} -والإيتاءُ هو الإعطاء، وثوابُ الآخرةِ للحال غيرُ معطًى- لأن معنى الإيتاء
(١) في "اللطائف": (عنهم).
(٢) في (ر): "راغوا. . زاغوا". ووقع في مطبوع "اللطائف": (زاغوا) بالزاي في الموضعين.
(٣) في (أ): "فكان".
(٤) في (ف): "وتحرموا"، وحُرفت الكلمة في مطبوع "اللطائف" إلى: (فخرسوا).
(٥) في (ر): "وكانوا"، وليست في "اللطائف".
(٦) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٢٨٣).