Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
ديدان كحُمر الوحش تركضُ بين لحمِه وجلدِه، وحيَّاتٌ كأعناقِ البُخْتِ، وعقاربُ كالبِغال (١)، فليس ذلك بزيادة تُخلَق وتُعذَّبُ مِن غيرِ معصيتِه (٢)، لكن إذا زيدَ ذلك في صورتِه، كان ذلك زيادةَ ثقلٍ على العبد، ويكونُ نفسُ الثِّقل عقوبةً عليه، كسائرِ عقوبات جهنَّم مِن السَّلاسلِ والأغلال، والعقارب والحيَّات.
وقيل: معنى قوله: {بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا}؛ أي: سرابيلَ مِن قطِران، سُمِّيَت جلودًا؛ للزومِها جلودَهم، على المجاورة، فكلَّما احترقَت، أُعيدَت أمثالَها.
وقال الحسن: أُعيدَت جلودُهم على (٣) حالها الأول كل يوم سبعين مرة (٤)، وفي روايةٍ سبعين ألف مرةٍ (٥)، وعن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (٦): كلَّ يومٍ سبعَ مرَّاتٍ (٧).
وقوله تعالى: {لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} أي: ليَخلُصَ ألمُه (٨) إليهم على نهاية ما يكونُ فيه، كما قال تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} الدخان: ٤٩، ولم يُرِد به أقلَّ ما يَقعُ به الذَّوقُ، إنَّما أُريدَ به التَّناهي، وذكر الذَّوقَ؛ لأنَّ إحساسَهم
(١) روى أحمد في "مسنده" (١٧٧١٢)، وابن حبان في "صحيحه" (٧٤٧١) من حديث عبد اللَّه بن الحارث بن جزء قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن في النار حيات كأمثال أعناق البُخت، تلسع إحداهن اللسعةَ فيجد حَموتها أربعين خريفًا، وإنَّ في النار عقارب كأمثال البغال الموكَفة، تلسعُ إحداهنَّ اللَّسعة، فيجد حموتها أربعين سنة".
(٢) في (ر): "معصية".
(٣) في (أ): "إلى".
(٤) ذكرها الزمخشري في "الكشاف" (١/ ٥٢٢).
(٥) رواها الطبري (٧/ ١٦٤)، وابن المنذر (١٩١٤)، وابن أبي حاتم (٣/ ٩٨٣) (٥٤٩٦).
(٦) بعدها في (ر): "في".
(٧) قال الحافظ ابن حجر في "الكافي الشاف" (ص: ٤٥): لم أجده.
(٨) في (أ): "ألمًا".