Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
للمسير، ثمَّ انطلقَ حتَّى (١) أتى عسكرَ خالد بن الوليد، فدخلَ على عمَّار، فقال: يا أبا اليقظان، إنِّي مسلمٌ، وإنَّ قومي لمَّا سَمعوا بكم هَربوا، وأقمتُ لإسلامي، أفنافعي ذلك، أو أهربُ كما هرب قومي؟ فقال: أقم، فإن ذلك نافعُك، وانصرفَ الرَّجلُ إلى أهلِه، وأمرَهم بالمقام.
فأصبحَ خالدٌ، فأغارَ على القومِ، فلم يجِد إلَّا ذلك الرَّجلَ، فأخذَهُ وأخذَ مالَهُ، فأتاهُ عمَّار، فقال: خلِّ سبيلَ الرَّجل؛ إنه مسلمٌ، وقد كنتُ أمَّنتُه، وأمرتُه بالمقام، فقال خالد: وفيم أنت تجيرُ عليَّ، وأنا الأمير؟! فقال: نعم، وأنا أجير عليك، وأنت الأمير (٢)، وكان في ذلك بينهما كلامٌ، فانصرفوا إلى النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأخبروهُ خبرَ الرَّجل، فأمَّنهُ النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأجازَ أمان (٣) عمَّار، ونهاهُ (٤) أنْ يُجيرَ على أميرٍ (٥) بغير إذنهِ.
فاستبَّ عمَّار وخالدٌ بين يدي النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأغلظَ عمارٌ لخالدٍ، فغضبَ خالدٌ، وقال: يا رسولَ اللَّه، أتدع هذا العبدَ يشتمني، فواللَّه لو لا أنت ما شتَمني عمَّار، وكان عمَّارٌ مولًى لهاشم بن المغيرة، فقال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا خالد، كفَّ عن عمَّار، فإنَّه مَن يَسبُّ عمَّارًا يسبُّه اللَّه، ومَن يُبغِض عمَّارًا يبغضهُ اللَّه"، فقام عمَّار، وتبعَهُ خالدٌ، فأخذَ بثوبِه، وسألَه أن يَرضى عنه، فرضيَ عنه، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآيةَ (٦).
(١) بعدها في (أ): "إذا".
(٢) قوله: "وأنت الأمير" ليس من (أ).
(٣) في (ر): "وأجاز ما أجاز"، وفي (ف): "وأجار ما أجار" بدل: "وأجاز أمان".
(٤) بعدها في (أ): "عن".
(٥) في (ر) و (ف): "أميره".
(٦) علقه الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٤٣٩ - ٤٤٠) (طبعة دار التفسير) عن زاذان عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما. ورواه الطبري في "تفسيره" (٧/ ١٧٨ - ١٧٩)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٩٨٨، ٩٨٩ - ٩٩٠) (٥٥٣١)، (٥٥٤٠) من قول السدي. ورواه ابن مردويه -كما في "تفسير ابن كثير"-، وابن =