Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقوله تعالى: {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ}؛ أي: بما أسلفوا من الجنايات.
وقوله تعالى: {ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا} يقول: إنَّهم تحاكموا إلى الطاغوت ردًّا لحكم الإسلام، وأنفةً عن الانقياد للنبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فكيف يفعلون إذا نالَتْهُم عقوبةٌ مِن اللَّه تعالى بماضي جناياتِهم، ومصيبةٌ في أنفسهم أو أموالهم (١)؟ ثمَّ أتوك يا محمَّدُ خاضعين خاشعين، يتشفَّعون إليك في الكفِّ عنهم، والصَّفح عن جُرمهم، ويَدفعون ذلك عن أنفسِهم بالمعاذير الكاذبةِ، مؤكَّدةً بالأيمان الفاجرة، يقولون: ما أرَدْنا بالتَّحاكم إلى غير النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلَّا الإحسانَ إلى خصومنا، وإدامةَ الائتلاف فيما بيننا، والتَّوفيقَ -مِن إثبات الوفاق في هذه الآية-، وآثرنا التخفيفَ (٢) عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، والتسهيلَ على الخصوم؛ بمرافعتِهم إلى مَن لا يُحتشم مِن رفعِ الصَّوتِ بين يديه، عسى أن يتوسَّط بيننا، ولا يَحمِلَنا على الحكم المرِّ؛ فيكون (٣) ذلك تأليفًا بيننا، ودفعًا لوقوع الضَّغائن، وما أشبهَ هذا من المَلَق.
وإذا كان هذا مآلَ أمرهم (٤)، فالتَّحاكمُ إليه ابتداءً والانقيادُ لحكمه أولى، مع ما فيه مِن وقوعِ ما يُخافُ وقوعُه مِن المصائب، وهي قِصَّة المنافق واليهوديِّ، فالمصيبةُ قتلُ عمر رضي اللَّه عنه ذلك المنافق، وأضيف الاعتذارُ إلى جملة (٥) المنافقين، والمراد: أولياء ذلك المنافق (٦).
(١) في (ر) و (ف): "وأموالهم".
(٢) في (ر) و (ف): "بالتخفيف".
(٣) في (أ): "ليكون".
(٤) في (أ): "أحدهم".
(٥) في (ر): "جميع".
(٦) من قوله: "وأضيف الاعتذار" إلى هنا ليس في (ف).