Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقال الحسنُ البصريُّ رحمه اللَّه: فيه اعتراضُ كلامٍ، وتقديره: {يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا}، {ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا}، {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} (١)؛ أي: كيف يفعلونَ في هذه الحالةِ؟ وإلى ماذا يلتجؤون؟ إلى الطَّاغوت، أم إلى اللَّه ورسوله؟ وهو كقولِه: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} الأنعام: ٦٣، ونحوها من الآيات (٢).
وقيل: هي قصَّةُ مسجدِ الضِّرار، وهذا الحَلِفُ عينُ ما ذُكر هناك: {وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى} التوبة: ١٠٧؛ ومعنى قوله: {إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا} (٣)؛ أي: ما أردنا ببناءِ هذا المسجد إلَّا خيرًا وصوابًا.
وقال الكلبيُّ في هذه الآية وفيما قبلها: إنَّ الزُّبيرَ بنَ العوَّام وحاطبَ بنَ أبي بَلتعةَ اختصما إلى رسولِ اللَّه عليه الصَّلاة والسَّلام في أمرٍ كان بينهما، فقضى رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- للزُّبير، فمرَّا على المقداد بن الأسود، فقال: لمن كان القضاء يا أبا بلتعة؟ فقال: قضى لابنِ عمَّتِه، ولوى شِدقَه، ففطنَ له يهوديٌّ كان مع المقداد، فقال: قاتلَ اللَّه هؤلاء! يشهدونَ أنَّه رسولُ اللَّه، ثمَّ يتَّهمونَهُ في قضاءٍ يَقضي به (٤) بينهم، وايمُ اللَّه، لقد أذنبْنا ذنبًا مرَّةً في حياة موسى عليه الصلاة والسَّلام، فدعانا موسى عليه السَّلام إلى التَّوبة، فقال: اقتلوا أنفسَكم، ففعلنا، فبلغَ قتلانا سبعين ألفًا في طاعةِ ربِّنا حتَّى رضيَ عنَّا، فقال ثابت بن قيس بن شماس: أما واللَّه إنَّ اللَّهَ ليَعلمُ منِّي الصِّدقَ، لو أمرني أنْ أقتلَ نفسي لفعلت، فأنزل اللَّه تعالى في شأن حاطب: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا
(١) انظر: قول الحسن في "تفسير ابن أبي زمينين" (١/ ٣٨٣).
(٢) في (أ): "الضرار".
(٣) قوله: "ومعنى قوله: إن أردنا إلا إحسانًا" ليس في (ف).
(٤) "به" ليس في (ف).