Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
ويجوزُ أن يكون أحدُهما في الدُّنيا، والآخرُ في الآخرة (١)، ثمَّ له ثلاثةُ أوجهٍ:
أحدُها: أنَّ معناه أنَّ عذابَ اللَّهِ أشَدُّ مِن جميعِ ما يَنالُكم بقتالِهم؛ لأنَّ مكروهَهم يَنقطعُ، ثمَّ يَصيرون إلى الجنَّة، وما يَصِلُ إلى المنافقينَ والكفَّار مِن عذابِ اللَّه تعالى يَدومُ ولا يَنقطِع.
والثَّاني: ولمَّا كان عذابُ اللَّه أشدَّ، فهو أولَى أنْ يُخَاف، فلا (٢) يجري في أمرِه بالقتال منكم خلافٌ، وهذا وعيدٌ.
والثَّالثُ: ولمَّا كان عذابُ اللَّه أشدَّ؛ فهو يَدفعُهم عنكم، ويَكفيكُم أمرَهم، وهذا وعدٌ (٣).
وقال الكلبيُّ: لمَّا (٤) التقى النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأبو سفيانَ يومَ أُحُدٍ، وكان منهم ما كان؛ رجعَ أبو سفيان إلى مكَّةَ، وواعدَهُ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- موسمَ بدرٍ الصُّغرى؛ وهو سوقٌ يقوم في ذي القعدة، فلمَّا جاء الميعادُ؛ قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- للناس: "اخرجوا إلى العدوِّ"، فكرهوا ذلك؛ فنزلت هذه الآية، فقامَ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- على المنبرِ خطيبًا، وقال في خطبته: "لا أبالي مَن نصرني ومن خَذلني بعد ما قال اللَّهُ تعالى لي: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} "، ثمَّ نزلَ ولَبِسَ السِّلاحَ، وخرجَ واتَّبعَهُ سبعون راكبًا، حتَّى أتى موسمَ بدرٍ، وكفَّ اللَّه بأس الذين كفروا، ولم يوافِ أبو سفيان، ولو لم يتبعْ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أحدٌ؛ لمضى بنفسِه، حين قال اللَّه تعالى: {لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ}، وقد بَيَّنَّا تلك القصَّة عند قوله عزَّ وجلَّ: {اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} آل عمران: ١٧٢.
(١) في (ر): "العقبى".
(٢) في (ر) و (ف): "ولا".
(٣) في (ف): "وعيد".
(٤) في (ف): "فلما".