Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
(٨٨) - {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا}.
وقوله تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} قال ابنُ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: نزلَت الآية في أربعين أو خمسين رجلًا من أهل مكَّة، وذلك أنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لمَّا هاجرَ إلى المدينة مع طائفةٍ، وتخلَّفت طائفةٌ بسبب المال والولد؛ أنزل اللَّه تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا} الأنفال: ٧٢، فأراد المتخلِّفون أنْ يُهاجِروا، فمنعَهم مشركو مكَّة بالسَّيف؛ فمنهم مَن افتدى بمالِه وهاجرَ، ومنهم مَن خافَ على نفسِه ومالِه ولم يهاجر، حتَّى أنزل اللَّه تعالى: {الم (١) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} العنكبوت: ٢، فهاجرَ الباقون إلَّا أربعين أو خمسين (١) لم يهاجروا، فأنزل اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} التغابن: ١٤، فبعثَ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- هذه الآيةَ إلى أهل (٢) مكَّة، فلم يُهاجِروا حتَّى كانت وقعةُ بدرٍ، فأخرجَ المشركون هؤلاء الأربعين أو الخمسين مع أنفسِهم؛ ليقاتلوا المسلمين؛ إمَّا لأنَّهم لم يَعلموا بإسلامهم، أو علِموا وأكرَهوهُم على موافقتهم، فلمَّا رأوا شوكَة الكفَّار وضعفَ المسلمين، ارتابوا، فقالوا: غرَّ هؤلاء دينهم، فارتدُّوا، وقاتلوا أصحابَ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأنزلَ اللَّهُ تعالى الملائكةَ مددًا للمسلمين، فقَتلوا هؤلاء القوم؛ كما قال تعالى: {الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} النساء: ٩٧، ولمَّا انتهى الأمرُ ومرَّ المسلمون بهؤلاءِ وعرَفوهُم؛ اختلفوا فيهم، فقال بعضُهم: كانوا مؤمنين أُكرِهوا على الخروج، وقال بعضُهم: كانوا منافقين، فنزلت الآية: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}.
(١) في (أ): "الباقون الأربعون"، وفي (ف): "الباقون إلا أربعون أو خمسون"، وفي (ر): "المنافقون إلَّا خمسين أو أربعين". ولعل المثبت هو الصواب.
(٢) لفظ: "أهل" من (ف).