Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقال الإمام القشيريُّ رحمه اللَّه: الإشارةُ منه إلى (١) مَن أدركه الأجل وهو في أسرِ نفسِه، وفي رقِّ شهواتِه، ليس له عذرٌ، حيث لم يهاجرْ إلى ظِلِّ قربته ليتخلَّص من هوى نفسِه (٢)؛ إذ لا حجابَ بينك وبين هذا الحديث إلَّا هواك (٣).
وقوله تعالى: {فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} قال مقاتل: هم نفرٌ أسلموا بمكَّة مع النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ منهم الوليدُ بنُ الوليدِ بنِ المغيرة، وقيسُ بنُ الوليدِ بنِ المغيرة، والوليد بن عتبة (٤) بن ربيعة، وأبو قيس بن الفاكهِ بنِ المغيرة، وعمرو بنُ أمية بنِ سفيانَ بنِ أميَّة بنِ عبد شمس، والعلاءُ بنُ أميَّة بن خلف، ثمَّ إِنَّهم أقاموا فلم يُهاجِروا، وخَرجوا مع المشركينَ إلى قتالِ بدر، فلمَّا رأوا قلَّة المؤمنين؛ شكُّوا في النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالوا: غرَّ هؤلاء دينُهم، فلمَّا قُتِل هؤلاء ببدر؛ قالت لهم الملائكةُ -وهو مَلَكُ الموتِ وحدَه- فيم كنتم؛ أي: في أيِّ شيءٍ كنتم؟ قالوا: كنَّا مستضعفينَ مقهورين بأرضِ مكَّةَ، لا نُطيقُ أن نُظهِرَ الإيمانَ (٥)، قالت الملائكة: ألم تكن أرضُ اللَّه -أي: أرضُ المدينة- واسعةً من الضيق فتهاجروا إليها؟ (٦)
(١) بعدها في (أ) و (ر): "أن".
(٢) وقع في هامش (ف) ما نصه: "صوابه: ليتخلص من رق نفسه". وما في الأصول موافق لما في "لطائف الإشارات".
(٣) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (١/ ٣٥٦).
(٤) في "تفسير مقاتل": "بن عقبة"، وهو تحريف واللَّه أعلم، انظر خبر قتل الوليد بن عتبة بن ربيعة في "سيرة ابن هشام" (١/ ٧٠٩) قتله علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه يوم بدر. لكن ليس فيها إشارة إلى أنه كان مسلمًا فارتد أو نافق.
(٥) في (ف): "في الأرض" بدل قوله: "مقهورين بأرض مكَّة لا نطيق أن نُظهِرَ الإيمان".
(٦) انظر: "تفسيرِ مقاتل": (١/ ٤٠١ - ٤٠٢).