Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
أخافُ الأصنام، {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا} عذرًا في كتابِ اللَّه.
وقيل: أي: لا حجَّة معَكم على جوازِ إشراكِه؛ إذ لا حجَّةَ لهم في عبادةِ الجمادِ الذي لا يَقدر على ضرٍّ ولا نفعٍ.
وقوله تعالى: {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ}؛ أي: أهل الدينين أنا وأنتم {أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} فقالوا: أما تخافُ آلهتَنا وأنت تشتِمُها؟ قال إبراهيم: ولا تَخافون أنتم منها، قالوا: ولم ونحن نعبدُها؟ قال: لأنكم تُسوُّونَ بين الصَّغيرِ والكبير، والذَّكرِ والأُنثى، أما تَخافون الكبيرَ إذا سوَّيتموهُ بالصَّغير، أما تخافونَ الذَّكر إذا سوَّيتموهُ بالأنثى، ثم قال لهم: أمَن يَعبدُ إلهًا واحدًا أحقُّ أن يأمنَ، أمَّن يَعبدُ آلهةً شتَّى، فقالوا: مَن يعبدُ إلهًا واحدًا، قال: فأنا أعبدُ إلهًا واحدًا لا شريكَ له، وأنتم تَعبدون آلهةً شتَّى، فقَضوا له على أنفسِهم.
وقيل: وكيف أخافُ الأصنامَ وهي لا تضر ولا تنفع؟ ولا تَخافون أنتم إلهي الذي خلقَكُم فأشركتُم به؟ {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ} أنا من آلهتِكُم، أم أنتم من إلهي؟!
وقال الإمام القشيري رحمه اللَّه: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ}؛ يعني: أيُّ خوفٍ يَقعُ على قلبي ظِلُّهُ ولم أُلْمِم بشركٍ، ولم أجنَحْ قطُّ إلى جَحدٍ؟ وأنتم ما شممتُم رائحةَ التَّوحيدِ في طول عمركم، ولا ذقتُم طعْمَ الإيمانِ في سالفِ دهرِكُم، ثمَّ بسوءِ غفلتِكم تجاسرتُم وما ارعويتُم، وخسِرْتُم (١) فما باليتُم، فأيُّنا أوْلى بأنْ يُلاحظَ بعينِ سرِّه ما هو بِصددِه مِن سوءِ مكرِهِ وعاقبةِ أمره (٢).
(١) "وما ارعويتم وخسرتم": ليس من (ف).
(٢) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (١/ ٤٨٦).