Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقوله تعالى: {لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}: أي: ليخوِّفكم العذابَ، ولتَحذروا أنتم فتتَّقوا الشرك والمعصية، ولتُرحموا إذا اتَّقيتم، وليس هذا مما يُتعجَّب منه.
وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: كانوا ينكرون أن تكون رسلُ اللَّه من البشر، فقالوا: {مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً} المؤمنون: ٢٤ وما ينبغي لهم أن ينكروا؛ لأنَّهم كانوا رأوا تفضيل بعضِ البشر على بعضٍ، ووضعُ الرسالةِ في الرسل تفضيلٌ لهم، وللَّه تفضيلُ بعضِ خلقه على بعضٍ؛ إذ له الخلقُ والأمر، على أن ما قالوا: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً} لو كان ذلك في غير جوهرهم (١) كان فيه لَبسٌ واشتباه.
وقيل: في اختلاف الجنس التنافُرُ والتَّباعُد، وفي التجانُس السكونُ والتآلُف (٢).
وقال الإمام القشيري رحمه اللَّه: عجِبوا من كون رجلٍ منهم رسولًا للَّه تعالى، ولم يتعجبوا مِن جعلِ الصنم شريكًا للَّه، هذا فَرْطُ الجهالةِ وغايةُ الغباوة (٣).
(٦٤) - {فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ}.
وقوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ}: أي: السفينةِ، واشتقاقُ ذلك من قولهم: فَلَّك ثديُ المرأة: إذا استدار، وفَلْكةُ المِغزل وفَلَكُ السماء من
(١) في (ف): "وجوههم".
(٢) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٤/ ٤٧٠ - ٤٧١).
(٣) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٥٤٤).