Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقال الحسن رحمه اللَّه: ولمَّا عاين ذلك قال: يا موسى، ارجع يومَك هذا وكفَّ ثعبانك هذا، قاله سرًا دون أصحابه، وقال لأصحابه: {إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ} الأعراف: ١٠٩، وقال له: يا موسى، ألَا رَفَقْتَ بالأمر قتلتَ خمسة وعشرين ألفًا بهذا أمرك ربُّك الذي بعثك؟ قال: يا فرعون، أنت فعلتَ هذا، يا فرعون أسألُك واحدة وأعطيك أربعًا، قال: وما الَّذي تسألني؟ قال: أسألك أن تعبد اللَّه وحده ولا تشرك به شيئًا، وأعطيك الشبابَ لا تهرم، والملكَ لا ينازعك فيه أحد، والصحةَ لا تَسقم، والجنة خالدًا، فخضع له فرعون وقال: حتى أستأمر آسيَةَ بنتَ مزاحمٍ، فدخل عليها فقال لها: يا آسية، ألَا تَرَيْن إلى موسى إلى ما يَدْعوني وما يعطيني؟ قالت: وما هو؟ قال: يدعوني إلى أن أعبد اللَّه ولا أشرك به شيئًا وأنَّ لي الشبابَ لا أهرمُ، والملكَ لا ينازعُني فيه أحد، والصحة لا أسقمُ، والجنةَ خالدًا، قالت: يا فرعون، وهل رأيتَ أحدًا يصيب هذا فيَدعَه؟ قال: فخرج فدعا هامان -قال الحسن رحمه اللَّه: وكان لا يُعرف له نسب- فذكر له ذلك واستشاره، فقال له هامان: أتَعبد بعد إذ كنت تُعبد؟! فبدا له وذكر أمرَ الشيب، فقال: أنا أردُّك شابًّا، فخضَبه بالسواد، وهو أول مَن خضب بالسواد فدخل على آسية، وقال: يا آسية، ألَا تَرَيني صرت شابًا؟ قالت: مَن فعل هذا بك؟ قال: هامان، قالت: ذاك إن لم يَنْصَلُ (١).
(١) رواه ابن عساكر في "تاريخه" (٦١/ ٦٤ - ٦٥)، وليس هذا بأحسن من سابقه، ولعله مكذوب على الحسن، فالظاهر من قول فرعون: قتلتَ خمسة وعشرين ألفًا، أنه مبني على الخبر السابق وتابع له، ثم كيف يتصور أن يدعو موسى فرعون إلى الإيمان باللَّه على أساس تلك المرغبات التي يخالف بعضها سنة اللَّه في عباده، فمن ذا الذي يعطى الشباب بلا هرم والصحة بلا سقم؟! وأي إيمان هذ! الذي بني على زهرة الحياة الدنيا التي هي فتنة للكفار وليست طريقًا للإيمان باللَّه سبحانه؟ كما قال: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} طه: ١٣١، فأي ميزة لفرعون حتى يكون ما جعل لغيره فتنة سبيلًا له للإيمان؟ على أن هذا التمتيع الذي في الآية هو أقل بكثير مما وعد به موسى فرعون في هذا الخبر.