Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
ذكَر اللَّه مما خلِّفْنا عن العزو، وإنما هو تخليفُه إيانا وإرجاؤه أمرَنا عمَّن حلف له واعتذر إليه فقَبِل منه (١).
(١١٩) - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.
وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}: أي: القائلين بالحقِّ العامِلِين به، و: {مَعَ الصَّادِقِينَ} في معنى: من الصادقين، أو: في الصادقين؛ لأن (مع) هو للمصاحبة، و (في) للوعاء، و (من) للتبعيض، فإذا كانوا في جملتهم فهم على المعاني الثلاثة.
وقيل: هذا أمر للصحابة رضوان اللَّه عليهم إذا خرجوا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يتَّقوا مخالفتَه، وأن يكونوا على مذهبِ مَن يستعمل الصدق في أقواله وأفعاله، وهو من قولك: أنا مع فلان؛ أي: على مذهبه.
وقيل: معناه: اتَّقوا اللَّه في الدنيا لتكونوا مع الصادقين في الجنة في العقبى، من قول اللَّه تعالى: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ} الآية النساء: ٦٩، وطريقُه طريقُ قولك: ائتني وخُذْ كذا؛ أي: لتأخذَ كذا.
وفي قصة كعبٍ التي سُقناها ما يدلُّ على أن الآية نزلت في المجاهدين، فقد قال اللَّه تعالى فيهم: {وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}، وليس هو مجرَّدَ القول، بل هو التحقيقُ في الإيمان، قال اللَّه تعالى: {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} محمد: ٢١ وقال تعالى: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} الأحزاب: ٢٣، فكان معنى الآية: ولا تعودوا إلى التخلُّف عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في مغازيه لتكونوا قد صدَقْتُم في إيمانكم.
(١) رواه البخاري (٤٤١٨)، ومسلم (٢٧٦٩)، وما بين معكوفتين منهما.