Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
صاحوا صيحةً تنخلعُ منها القلوب وتموت الأبدان، فذلك قوله: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ} (١).
(٥٩) - {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}.
قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}: المنع: وجودُ ما يَتعذَّر به وجودُ الفعل من القادر، ولا يجوز ذلك على التحقيق في صفةِ اللَّه تعالى، ولكنْ إطلاقُه هاهنا للمبالغة في أنه لا يقع منه هذا الفعل كما لا يقع من الممنوع، ومعناه: إنَّا لم نرسلْ الآيات لئلا يكذِّبَ بها هؤلاء كما كذَّب مَن قبلَهم فيستحقُّوا عذاب الاستئصال.
وقيل: لمَّا قرأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} قالوا: إنه أَرسل الرسل وآتاهم الآيات، فآتى صالحًا الناقة، فآتنا أنت بمثْلِ تلك الآية، ومثلِ فَلْقِ البحر لموسى، فقال (٢) اللَّه تعالى: وما منعنا أن نرسل بهذه الآيات المقترَحة إلا أن الأوَّلين من الأمم لمَّا كذَّبوا بالآيات التي سألوها فأُعطُوها كان حُكمي فيهم الاستئصالَ؛ لأنهم صاروا مكابِرين معاندين، وما كانوا بالسؤال مسترشِدين، وهكذا حُكمي في هؤلاء أنِّي أستأصلُهم لو كذَّبوا بها -إذا أتتهم- لعنادهم، وقد علمتُ أنهم
(١) انظر: "البدء والتاريخ" للمطهر بن طاهر المقدسي (٤/ ١٠٣)، و"الكشاف" للزمخشري (٢/ ٦٧٤)، و"مدارك التنزيل" لأبي البركات النسفي (٢/ ٢٦٣). والزمخشري اقتصر على أوله وأشار إلى تمامه بقوله: (ثم ذكرها بلدًا بلدًا في الكتاب في اللوح المحفوظ). وفي المصدرين الآخرين بعض اختلاف عما هنا أو زيادة ونقصان.
(٢) في (أ): "وأنزل".