Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وذي القرنين على محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وتأخُّرَ الوحي عنه لا يدلُّ على أنه ليس بنبيٍّ، فإن موسى عليه السلام كان نبيًّا اصطفاه اللَّه تعالى بكلامه، ثم ذهب عليه من العلم ما علِمه غيرُه حتى احتاج إلى الارتحال إليه وطلبه منه.
وقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى}: أي: موسى بنُ عمران، وهو قول أكثر الصحابة والتابعين وعامةِ المفسرين رضوان اللَّه عليهم أجمعين.
وقوله: {لِفَتَاهُ} وهو يوشع بن نون، وعليه الأكثر، وهو ابنُ أخت موسى.
وقال الحسن: {لِفَتَاهُ}؛ أي: لعبده.
وقال محمد بن إسحاق: هو موسى بن ميشا بن يوسف، وكان نبيًّا في بني إسرائيل قبل موسى بن عمران، وزعم أهل التوراة أنه هو الذي طلب العلم عند الخضر (١).
وقيل لابن عباس رضي اللَّه عنهما: إن نوفًا البكاليَّ ابنَ امرأةِ كعبِ الأحبار يزعُم عن كعبٍ أن موسى بن ميشا بن يوسف هو الذي طلب العلم؟! فقال ابن عباس: كذَب نوفٌ، حدثني أبيُّ بن كعب عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أن موسى بن عمران صلوات اللَّه عليه سأل ربَّه عز وجل فقال: يا رب، إن كان في عبادك أحدٌ أعلمَ مني فادْلُلْني عليه، فقال له: نعم، في عبادي من هو أعلم منك، ثم نعت مكانه وأذِن له في لقائه، فخرج موسى عليه السلام ومعه فتاه يوشع بن نون. . . "، وذكر الحديث (٢).
(١) رواه عنه الحاكم في "المستدرك" (٤٠٩٣)، وذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٣/ ٣٢١)، وابن الجوزي في "زاد المسير" (٥/ ١٦٤). ووقع في مطبوع "النكت": (موسى بن منشى). وهذا القول قال عنه ابن الجوزي: ليس بشيء؛ للحديث الصحيح. قلنا: سيأتي لا حقًا.
(٢) هذا بداية حديث طويل رواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٣٢٦ - ٣٢٩). وهو بنحوه في "صحيح البخاري" (١٢٢)، و"صحيح مسلم" (٢٣٨٠).