Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ}: وهذا توبيخٌ لهم بلفظ الاستفهام؛ كأنه قال: ما عذرُهم في الإعراض عن استماع القرآن من الرسول والنكوصِ على الأعقاب، أهو أنهم لا يتدبرون القرآن (١) الذي يخاطَبون به فالتقصيرُ منهم، أم يقولون: لو كان للَّه رسولٌ إلى العرب لأتى ذلك آباءنا الأولين، وإذا لم يأتهم لا يأتينا (٢)، وهذا ليس بحجة أيضًا؛ لأنَّه قد أتى غيرَهم من الأمم رسلٌ كثيرة قد سمعوا ذلك، وتناهت (٣) به الأخبار المتواترة إليهم، وهي أخبار صالحٍ وشعيبٍ وهودٍ، وهم رسل اللَّه إلى العرب.
(٦٩) - {أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ}.
{أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ}: أم يحتجُّون في ترك سماعه من محمد عليه السلام أنه مجهول فيهم، فلم يعرفوه بالصدق والعقل وشرفِ الأصل، وليس كذلك، بل قد عرَفوا مولده ومنشأه، وصدقه وأمانته، وخلالَه (٤) المحمودةَ، فما الذي ينفِّرهم (٥) عنه؟ وهو إشارة إلى ما وهبه (٦) اللَّه تعالى له (٧) عليه السلام قبل أن يبعثه من أسباب القبول، من حسن التربية وتمام العصمة من أول حاله إلى مبعثه، لم يَعْلق به أمر شائن؛ ليكون ذلك أدعى إلى الركون إليه والقبول منه.
(١) في (أ): "القول".
(٢) في (ر): "لم يأتنا".
(٣) في (ر) و (ف): "وشاعت".
(٤) في (ر): "وصفاته"، وفي (ف): "وجلالته".
(٥) في (أ) "ينكرهم".
(٦) في (أ): "مهد".
(٧) في (ف): "وقد منحه" بدل: "وهو إشارة إلى ما وهبه اللَّه تعالى له".