Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
معها عن مثلِ هذه الصفات، والنسيانُ حقيقتُه (١): زوالُ الذِّكْر، والتضييعُ مجازٌ.
ويقرِّرُ هذه الحقيقةَ قولُه تعالى: {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} طه: ١١٥ وهو القصدُ وضعًا.
وما يقول: إنَّ العدوَّ ذكَّره ذلك؟
قلنا: لكثرة ما جرى بينه وبين عدوِّه مِن التراجع اشتغل قلبُه بوجود الدِّفاع له، والفكرِ في أسباب نجاته، والتخلُّصِ من (٢) مكائده، حتى أنساهُ ذلك ذكرَ العهد.
ثم إنَّما (٣) كان النسيانُ في حقِّ غيرِه عذرًا، وهو عُوتب بذلك ولم يُعذَر به؛ لأنَّ آدمَ -صلوات اللَّه عليه- لم يكن امتُحنَ بأنواعٍ مختلفةٍ يتعذَّر عليه وجهُ الحفظ في ذلك، وإنَّما امتُحن بالانتهاء عن شجرةٍ واحدةٍ بالإشارة (٤) إليها، فجائزٌ أنْ لا يُعذر في مثله.
وغيرُه لهم أشغالٌ كثيرةٌ يتعذَّر عليهم التحفُّظ، فعُذروا بها، وكذلك فيما بيننا إنَّما يُعذر الإنسان به فيما يَكثر به النوازل، أَلا ترى أنَّه يُعذر بالسلام في الصلاة، وتركِ التسمية في الذبيحة، والأكل والشربِ ناسيًا في الصوم، ولا يُعذر بالأكل (٥) في الصلاة ولا بالجماع (٦) في الحجِّ لهذا.
(١) في (ر) و (ف): "حقيقة".
(٢) في (ر): "والتخليص عن".
(٣) في (ف): "وإنما" بدل من "ثم إنما".
(٤) في (ف): "بإشارة".
(٥) في (ر) و (ف): "في الأكل".
(٦) في (أ): "وبالجماع"، وفي (ر): "وفي الجماع"، بدل: "ولا بالجماع".