Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقال الإمامُ أبو منصورٍ رحمه اللَّه: تعلَّقتِ المعتزلةُ بظاهر الآية على نفي رؤيةِ اللَّه عزَّ وعلا، وعندنا ليس فيها دليلٌ على نفي الرُّؤية للَّه عزَّ وجلَّ، بل فيها إثباتُها، وذلك أنَّ (١) موسى عليه الصلاة والسلام لمَّا سألَهُ السَّبعون الرُّؤيةَ، لم ينههُم عن ذلك، وكذلك سألَ هو ربَّه جلَّ جلالُه الرُّؤيةَ، فلم يَنهه عن ذلك بل قال: {فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} الأعراف: ١٤٣، وهذا تعليقٌ بما يُتَصوَّر، وكذلك سألَتِ الصَّحابة رضوان اللَّه عليهم أجمعين رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢)، فقالوا: أنرى ربَّنا؟ (٣) فلم يَنهَهُم عن ذلك، إنَّما أخذَ هؤلاء الصاعقة (٤)؛ لأنَّهم لم يسألوا سؤال استرشادٍ، إنَّما سألوا سؤالَ تعنُّتٍ (٥).
وقيل: إنَّما عوقبوا بقولهم: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ} البقرة: ٥٥ وهذا كفرٌ منهم.
ودلَّتِ الآيةُ على صدق النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في دَعوى الرِّسالة، وقد (٦) أخبرَ عمَّا لم يكن عندَهم علمُه، ولا (٧) يُعلَمُ إلَّا بإخبارٍ مِن اللَّه تعالى، وفيها إلزامُ الحُجَّةِ على منكري البعث بعد الموت، وهم مُشركو العرب.
(١) في (ر): "لأن".
(٢) من قوله: "الآية على نفي رؤية" إلى هنا ليس في (أ)، ووقع فيها مكانها لفظ: "اللَّه".
(٣) رواه البخاري (٨٠٦)، ومسلم (١٨٢) من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه.
(٤) في (أ): "الصعقة".
(٥) انظر "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (١/ ٧٧). ووقع في هامش (ر) في هذا الموضع: "والصحابة سألوا سؤال استرشادٍ".
(٦) في (أ): "فقد".
(٧) في (أ): "فلا".