Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
هي الشِّرك، قال تعالى: {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} النمل: ٩٠، وعن ابن عباسٍ والكلبيِّ ومقاتلٍ وجماعةٍ أنَّ معناه: مَن كسبَ شِركًا (١)، {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ}؛ أي: مات على شركِه، على أنَّ ظاهرَ الآيةِ هو الحجَّةُ القاطعةُ لنا فإنَّه قال: {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} وهو أن يكون المشتمِلُ عليه هو الخطيئةُ لا غير، وهو أن لا يكون له شيءٌ غيرُ الذَّنبِ، ومَن كان مؤمنًا فله أعظمُ الطَّاعات، فلا يكونُ الذَّنْبُ محيطًا به، وقراءة (٢) نافعٍ وأبي جعفر (٣): {خَطِيئَتُهُ} (٤) لأنَّ الإحاطةَ لا تكونُ لشيءٍ واحدٍ، وإنَّما تكونُ لأشياء.
ومَن فسَّر السَّيِّئةَ بالشِّرك، والخطيئةَ بالكبائر، فليس اجتماعُهما شرطَ التَّخليدِ في النَّار، بل بالشِّركِ وحدَه يستحقُّ ذلك، لكنَّ الآيةَ ردٌّ لليهود (٥) الذين قالوا ما قالوا، فقال اللَّه تعالى: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ}؛ أي: ليس كما قلتم: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً}، بل مَن كان مثلَكم خُلِّدَ في النَّار، وكانوا مشركينَ مرتكبي كبائرَ، فذكرَهما، ومقتضاهُ أنَّ الكفرَ وحده ممَّا يوجبُ الخلودَ في النَّار، فكيف إذا اجتمعَ إليه الفسقُ بارتكابِ الكبائر؟
وقوله تعالى: {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} جَمَعَ هذا وهو راجعٌ إلى قوله: {مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً} وهو واحدٌ لفظًا؛ لأنَّ معناه الجمع.
(١) انظر قول مقاتل في "تفسيره" (١/ ١١٩).
(٢) في (أ): "وقرأ".
(٣) قوله: "وأبي جعفر" ليس في (أ).
(٤) انظر: "السبعة" (ص: ١٦٢)، و"التيسير" (ص: ٧٤)، و"النشر" (٢/ ٢١٨). ووقع بعدها في (أ): "قال".
(٥) في (ر): "على اليهود".