Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
والملتزمون بالإسلام شأنهم شأن سائر المواطنين, من حقهم أن يمارسوا السياسة وفق معتقداتهم ومفاهيمهم, ولا يحوز أن يحرموا منها لمجرد أنهم متدينون.
إن المسلم يستطيع أن يدخل فى أعماق السياسة وهو مستغرق فى عبادته لربه, وهذا ما نشاهده فيما يسمى (قنوت النوازل) فيجوز للمسلم أن يدعو فى صلاته على الصهاينة المعتدين على فلسطين, وعلى الصرب المعتدين على البوسنة والهرسك وكوسوفا أو على غيرهم ممن يعتدى على حرمات المسلمين. كما أن المسلم يمكنه أن يقرأ نم القرآن ما يشتمل على آيات فى ميادين الحياة المختلفة كالجهاد وإقامة العدل , والحكم بما أنزل الله وغيرها ولا يستطيع أحد أن يعترض عليه فى قليل أو كثير.
وبهذا تسقط تهمة (تسييس الدين) عن الإخوان كما تسقط غيرها من التهم (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)
٢- الإخوان وخط المدرسة الإصلاحية
ومن التهم العجيبة التى وجهت إلى الإخوان من بعض المستغلين بالفكر أنهم خرجوا عن خط مدرسة الإصلاح والتجديد الإسلامية, التى مثلها جمال الدين الأفغانى ومحمد عبده ورشيد رضا وكانت تمثل العقلانية الإسلامية المتفتحة على العصر التى لا تقف عند حرفية النصوص ولكن تعمل فيها التأويل فتوازن النص والمصلحة, او بين النقل والعقل, أو بين الشريعة والحكمة كما عبر ابن رشد.
والحق أن الإخوان لن يخرجوا عن خط هذه المدرسة فى الإصلاح والتجديد , والتوفيق صحيح المنقول وصريح المعقول والموازنة بين النصوص الجزئية والقاصد الكلية للشريعة مستفيدين من كل قديم نافع ومرحبين بكل جديد صالح.
ولكن ينبغى أن نلاحظ: أن هذه المدرسة الإصلاحية قد تطورت فى تفكيرها ومفاهيمها وتوجهاتها, فكانت فى أول أمرها تدعو إلى فلسفة عامة تتلخص فى الثورة على الاستعمار وأعوانه من طغاة الحكام, وعلى تفرق الكلمة الذى مزق الأمة الواحدة, ولهذا كان عنوان هذه المدرسة أو شعارها فى مرحلتها الأولى (الجامعي الإسلامية) .
وكان هذه مناسبا للرجل الأول فى هذه المدرسة وهو جمال الدين الأفغاني الذى كان أقرب إلى الفيلسوف أو رجل الحكمة والسياسة منه إلى عالم الشريعة.