وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : ثنا حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ ، قَالَ لِقَوْمِهِ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ : أَيْ قَوْمُ ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الْمُلُوكَ ، وَكَلَّمْتُهُمْ ، فَابْعَثُونِي إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُكَلِّمُهُ ، فَأَتَاهُ بِالُحُدَيْبِيَةِ فَجَعَلَ عُرْوَةُ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَتَنَاوَلُ لِحْيَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ شَاكٍ فِي السِّلَاحِ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ : كُفَّ يَدَكَ مِنْ قَبْلِ أَلَّا تَصِلَ إِلَيْكَ ، فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : أَنْتَ هُوَ وَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي غَدْرَتِكَ مَا خَرَجْتَ مِنْهَا بَعْدُ ، فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى قَوْمِهِ ، فَقَالَ : أَيْ قَوْمُ ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الْمُلُوكَ وَكَلَّمْتُهُمْ ، وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ ، مَا هُوَ بِمَلِكٍ وَلَكِنْ رَأَيْتُ الْهَدْيَ مَعْكُوفًا ، وَكَمَا أَرَاكُمْ إِلَّا مصيبكم قَارِعَةٌ ، فَانْصَرَفَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ قَوْمِهِ فَصَعَدَ سُورَ الطَّائِفِ فَشَهِدَ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَرَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِينَا مِثْلَ صَاحِبِ يس " .