وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ، ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ، ثَنَا هِقْلٌ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنِ ابْنٍ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ كَانَ لَهُ جَرِينٌ فِيهِ تَمَرٌ ، فَكَانَ أُبَيٌّ يَتَعَاهَدُهُ فَوَجَدَهُ يَنْقُصُ فَحَرَسَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَإِذَا دَابَّةٌ شَبِيهُ الْغُلَامِ الْمُحْتَلِمِ ، قَالَ : فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ ، فَقُلْتُ : مَنْ أَنْتَ أَجِنٌّ أَمْ إِنْسٌ ؟ قَالَ : لَا بَلْ جِنٌّ ، قُلْتُ : نَاوِلْنِي يَدَكَ ، قَالَ : فَنَاوَلَهُ يَدَهُ ، فَإِذَا يَدُ كَلْبٍ وَشَعْرُ كَلْبٍ ، قَالَ لَهُ أُبَيٌّ : هَكَذَا خُلِقَ الْجِنُّ ؟ قَالَ : قَدْ عَلِمَتِ الْجِنُّ مَا فِيهِمْ أَشَدُّ مِنِّي ، قَالَ : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّكَ رَجُلٌ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ فَأَحْبَبْنَا أَنْ نُصِيبَ مِنْ طَعَامِكَ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ أُبَيٌّ : مَا الَّذِي يُحَرِّزُنَا مِنْكُمْ ؟ قَالَ : آيَةُ الْكُرْسِيِّ ، فَغَدَا أُبَيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ : " صَدَقَ الْخَبِيثُ " ، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، ثَنَا مُبَشِّرٌ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ كَانَ لَهُ جَرِينٌ فِيهِ تَمْرٌ فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : فَمَا الَّذِي يُجِيرُنَا بَدَلَ يُحَرِّزُنَا ، رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمٍ ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، ثَنَا الْوَلِيدُ ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ . . فَذَكَرَهُ ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ , رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ , وَالتِّرْمِذِيُّ , وَغَيْرُهُمَا ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ , مِنْ حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ , وَقَالَ : حَسَنٌ غَرِيبٌ ، الْجَرِينُ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِ الرَّاءِ هُوَ الْبَيْدَرُ .