وأما إخبار عيسى - عليه السلام - بالغيوب في قوله (1): {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} آل عمران: 49 , فلمحمّد - صلى الله عليه وسلم - من هذا الجنس عجائب يحار فيها عقول الألبّاء فمن ذلك إخباره - صلى الله عليه وسلم - بموت النجاشي في اليوم الذي مات فيه بالحبشة ومحمد - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة (2) , وإخباره بمن استشهد بمؤتةَ من أرض الشام زيد وجعفر وابن رواحة - رضي الله عنهم - يوم استشهدوا قبل أن يأتي خبرهم (3) وكان السائل يأتيه ليسأله فيقول: «إن شئت أخبرتك عما جئت تسألني وإن شئت تسأل فأُخبرك» فيقول: لا بل أخبرني فيخبره بما كان في نفسه من سؤاله إياه (4) , وأخبر عُميْرَ بن وهب الجمحي بما تواطأ (5) عليه هو وصفوان بن أمية لما قعدا في الحجر من الفَتْك برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد مصاب أهل بدر حتى أسلم عمير (6) , ومنها إخبارُه عمَّه العباسَ بن عبدالمطلب لمّا أُسِر ببدر وأراد (7) أن يفاديه