فقد يكون رفع الكثير من جهتين إحداهما أن تكر «1» الفعل عليها تريد: عمي وَصَمَّ كَثِير منهم، وإن شئت جعلت عَمُوا وَصَمُّوا فعلا للكثير كما قال الشاعر «2» :
يلوموننى فى اشترائى النخي
... ل أَهلِي فكلُّهم أَلْوَمُ
وهذا لمن قَالَ: قاموا قومك. وإن شئت جعلت الكثير مصدرًا فقلت أي ذَلِكَ كَثِير منهم «3» ، وهذا وجه ثالث. ولو نصبت «4» عَلَى هَذَا المعنى كَانَ صوابًا. ومثله قول الشاعر «5» .
وسوَّد ماءُ الْمَرْدِ فاها فلونه
... كلون النؤور وهي أدماء سَارُها
ومثله قول الله تبارك وتعالى: «وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا» «6» إن شئت جعلت (وأسرّوا) فعلا لقوله «لاهية قلوبهم وأسرّوا النجوى» ثم تستأنف (الذين)