فأدخل على «لقد» لا ما أخرى لكثرة ما تلزم العرب اللام فِي «لقد» حَتَّى صارت كأنها منها. وأنشدني بعض بْني أسد:
لددتهم النصيحة كل لَدٍّ
... فمجوا النصح ثُمَّ ثنوا فقاءوا
فلا والله لا يلفى لما بي
... ولا للمابهم أبدًا دَواءُ «1»
ومثله قول الشاعر:
كما ما امرؤ في معشر غير رهطه
... ضعيف الكلام شخصه متضائل
قال: «كما» ثُمَّ زاد معها «ما» أخرى لكثرة «كما» فِي الكلام فصارت كأنها منها. وقال الأعشى:
لَئِنْ مُنِيتَ بِنا عَن غِبِّ مَعْرَكةٍ
... لا تُلْفِنَا مِن دِماءِ القومِ نَنْتَفِلُ «2»
فجزم «لا تلفنا» والوجه الرفع كما قال اللَّه: «لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ» «3» ولكنه لما جاء بعد حرفٍ يُنْوى به الجزمُ صُيِّر جزما جوابا للمجزوم وهو فِي معنى رفع. وأنشدني القاسم بْن مَعْنٍ (عن العرب) «4» :