حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، ثنا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : كُنَّا قُعُودًا حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِهِ بِالْمَدِينَةِ فجَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِالْوَحْيِ فَتَغَشَّى رِدَاءَهُ ، فَمَكَثَ طَوِيلا حَتَّى سُرِّيَ عَنْهُ وَكَشَفَ رِدَاءَهُ ، فَإِذَا هُوَ تَعَرَّقَ عَرَقًا شَدِيدًا ، وَإِذَا هُوَ قَابِضٌ عَلَى شَيْءٍ ، فَقَالَ : " أَيُّكُمْ يَعْرِفُ مَا يَخْرُجُ مِنَ النَّخْلِ ؟ " فَقَالَ الأَنْصَارُ : نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِأَبِينَا أَنْتَ وَأُمِّنَا لَيْسَ شَيْءٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّخْلِ إِلا نَحْنُ نَعْرِفُهُ نَحْنُ أَصْحَابُ نَخْلٍ , ثُمَّ فَتَحَ يَدَهُ ، فَإِذَا فِيهَا نَوًى ، فَقَالَ : " مَا هَذَا ؟ " فَقَالُوا : هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَوًى ، قَالَ : " نَوَى أَيِّ شَيْءٍ ؟ " قَالُوا : نَوَى سَنَةٍ ، قَالَ : " صَدَقْتُمْ ، جَاءَكُمْ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ يَتَعَاهَدُ دِينَكُمْ لَتَسْلُكُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ ، وَلَتَأْخُذُنَّ بِمِثْلِ أَخْذِهِمْ إِنْ شِبْرًا فَشِبْرًا ، وَإِنْ ذِرَاعًا فَذِرَاعًا ، وَإِنْ بَاعًا فَبَاعًا ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ دَخَلْتُمْ فِيهِ إِلا أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى مُوسَى سَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا ضَالَّةٌ ، إِلا فِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ الإِسْلامُ وَجَمَاعَتُهُمْ ، ثُمَّ إِنَّهَا افْتَرَقَتْ عَلَى عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا ضَالَّةٌ إِلا وَاحِدَةٌ الإِسْلامُ وَجَمَاعَتُهُمْ ثُمَّ إِنَّكُمْ تَكُونُونَ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلا وَاحِدَةٌ الإِسْلامُ وَجَمَاعَتُهُمْ " .