وإلى كل ذلك أشار الإمام الشاطبي (ت 590 هـ): فقال:
وقال مصحف عثمان تغيّب لم* نجد له بين أشياخ الهدى خبرا أبو عبيد أولو بعض الخزائن لي* فاستخرجوه، فأبصرت الدّما أثرا وردّه ولد النحاس معتمدا* ما قبله، وأباه منصف نظرا إذ لم يقل مالك لاحت مهالكه* ما لا يفوت فيرجى طال أو قصرا (1) وورد النقل عن أبي عبيد عن المصحف الإمام، في مواضع كثيرة في كتاب «المقنع» لأبي عمرو الداني، وكتاب «مختصر التبيين لهجاء التنزيل» لأبي داود (2). مما يدل على أن أبا عبيد رآه وتأمله وقرأ فيه ووصف هجاءه.
بل هناك غيره من العلماء من ذكر أنه رآه، منهم عاصم الجحدري (ت 128 هـ)، وخالد بن خداش (ت 224 هـ)، وغيرهما (3).
الثاني: المصحف المدني العام:
جعله عثمان بن عفان بين أهل المدينة، وعنه يروي نافع بن أبي نعيم (ت 169 هـ).
ويشير الإمام الشاطبي (ت 590 هـ) إلى نقل نافع عن المصحف المدني العام، وإلى نقل أبي عبيد عن المصحف الإمام، واختلافهما في بعض المرسوم، لأن كلا منهما يعتمد على مصحف غير الذي يعتمده الآخر، فقال الشاطبي: