أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، نا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَقِيتُ ابْنَ صَيَّادٍ يَوْمًا وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ ، وَقَدْ طَفِئَتْ عَيْنُهُ ، وَكَانَتْ عَيْنُهُ خَارِجَةً مِثْلَ عَيْنِ الْجَمَلِ ، فَلَمَّا رَأَيْتُهَا ، قُلْتُ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ مَتَى طُفِيَتْ فَمَسَحَهَا أَوْ نَحْوَ هَذَا ، وَقَالَ : لا أَدْرِي وَالرَّحْمَنِ ، فَقُلْتُ : كَذِبْتَ لا تَدْرِي وَهِيَ فِي رَأْسِكَ ، فَنَخَرَ ثَلاثًا ، فَقَالَ الرَّجُلُ الَّذِي مَعَهُ مِنَ الْيَهُودِ : إِنِّي ضَرَبْتُ يَدِي فِي صَدْرِهِ ، فَلا أَدْرِي إِنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ، فَكَانَ مَا كَانَ ، فَذَكَرَ شَيْئًا لا أَحْفَظُهُ ، فَقُلْتُ : اخْسَأْ فَلَمْ تَعْدُو قَدْرَكَ ، فَقَالَ : أَجَلْ لا أَعْدُو قَدْرِي ، فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهَا ، فَقَالَتِ : " اجْتَنِبْ هَذَا الرَّجُلَ ، فَإِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ عِنْدَ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا " . أَخْبَرَنَا النَّضْرُ ، نا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : لَقِيتُ ابْنَ صَيَّادٍ يَوْمًا فَذَكَرَ نَحْوَهُ ، وَزَادَ فِي الْحَدِيثِ ، قَالَ : لَقِيتُهُ مَرَّةً وَمَعَهُ أَصْحَابٌ لَهُ ، فَقُلْتُ لأَحَدِهِمْ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ لَتَصْدُقُنِي إِنْ سَأَلْتُكَ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، فَقُلْتُ : أَتَتَحَدَّثُونَ أَنَّهُ هُوَ ؟ فَقَالَ : لا ، فَقُلْتُ : كَذَبْتَ ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَخْبَرَنِي بَعْضُهُمُ ، وَلَيْسَ لَهُ يَوْمَئِذٍ مَالٌ ، إِنَّهُ لا يَمُوتُ حَتَّى يَكُونَ أَكْثَرَ مَالا ، وَهُوَ الْيَوْمَ كَذَلِكَ ، قَالَ : فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ يَعْنِي حَفْصَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهَا ، فَقَالَتْ : مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا ؟ إِنَّهُ قَالَ : إِنَّهُ يَبْعَثُهُ عَلَى النَّاسِ عِنْدَ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا ، قَالَ : وَذَكَرَ عَنِ النَّضْرِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّهُ يَبْعَثُهُ فِي النَّاسِ غَضْبَةٌ يَغْضَبُهَا " .