والأحكام ومقامات الأعمال وآفات القلوب والأحوال ما سارت به الركبان، وتعطّر بأريجه الزمان، وضَعُفَت عن تحصيله الأركان، وهو مُفَرَّق بين الناس، وبقي علم التذكير المتعلق بالأعمال والمقامات، فَتَجَرَّدْنَا لَهُ الآن مسترشدين بربنا، مستوهبين منه الهداية من البداية إلى النهاية، حتى نبلغ الغرض، ونقضي المفترض، إلى ذكر صفات العباد الذين اصطنعهم الله لخدمته، واصطفاهم لجواره في جنته، وأفاض عليهم من سعة رحمته.
وقد مضت منه أصول في فصول "الأمد الأقصى" لأن أكثر أسمائه تعالى تنطوي حروفها على العبد بالمبنى والتأليف الذي تنطوي به على الله تعالى، وإن اختلفت المعاني، مبيناً جلالة الله فيها، مشيراً إلى كرامة العباد ومنازلهم منها.
فنسرد الآن الصفات على ترتيب المقامات والله المستعان" (1).
قلت: وقد لخص -رحمه الله- في هذا الكتاب العظيم قواعد علم التربية والسلوك (التصوف) أحسن تلخيص، وحرر مسائله أحسن تحرير، مع الكشف عن دقائق أغراض التصوف، وخفي مقاصده ولطيف إشاراته ومكنون أسراره، فجاء هذا الكتاب واضح التعبير، متسنَّي التحصيل، فجزاه الله عن الإِسلام كل خير.
22 - "سراج المهتدين" (2):
وقد وقفت عليه مخطوطاً بالخزانة الملكية بالمغرب تحت رقم: 1473 في حوالي: 40 صفحة بخط مغربي متوسط الجودة (3).