وقال الله في حق أول رسله لأهل الأرض وهو نوح عليه السلام:
(فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ)
[القمر: ٩]
، فشرفه بعبوديته له سبحانه.
وقال في وصف عبوديته وإيمانه:
(إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ)
[الصافات: ٨١]
،
وقال في وصف عبوديته وشكره:
(إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا)
[الإسراء: ٣]
،
وقال في حقه وحق لوط واصفًا عبوديتهما وصلاحهما عليهما السلام:
(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (
[التحريم: ١٠]
.
وفي وصف أبي الأنبياء وخليل الرحمن قال تعالى:
(إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ)
[الصافات: ٨١]
،
وقال في وصفه أيضًا ووصف بعض النبيين من ذريته:
(وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْراهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِى الأيْدِى وَالأبْصَارِ إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأخْيَارِ وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مّنَ الأخْيَارِ)
[ص: ٤٥ - ٤٨]
.
وقال في وصف كليمه موسى بن عمران ووصف أخيه هارون:
(إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ)
[الصافات: ١٢٢]
.
وقال في وصف بيان أول ما نطق به عيسى ابن مريم عليه السلام في المهد أنه:
(قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ)
[مريم: ٣٠]
،
وقال عنه أيضًا:
(لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ)
[النساء: ١٧٢]
.
وقال في حقه أيضًا:
(إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِى إِسْرَاءِيلَ)
[الزخرف: ٥٩]
.
"فجعل غايته العبودية لا الإلهية كما يقول أعداؤه النصارى. "
(١)
[المطلب الثالث: عبودية عموم المرسلين -عليهم السلام-]
والعبودية كذلك هي أعظم وأجل وصف لخيرة الله من خلقه الذين اصفاهم الله لرسالاته وليكونوا سفرائه بينه وبين خلقه، وهم رسله الكرام عليهم الصلاة والسلام.
(١) مدارج السالكين: (١/ ١٠٢ - ١٠٣).