وإن شئت فقل: إنما زادوا الهمزة هنا لكثرة زيادة الهمزة أولا، نحو: أفكل1 وأيدع2 وأبلم3 وإصبع وأترجة4 وإزفنة5، ولم يكثر زيادة غير الهمزة ولا كزيادتها هي أولا، فلما احتاجوا إلى زيادة حرف في أول الكلمة، وشرطوا على أنفسهم حذفه عند الغنى عنه، وذلك في أكثر أحواله، لأن الوصل أكثر من الابتداء والقطع، لم يجدوا حرفا يطرد6 فيه الحذف اطراده في الهمزة، فأتوا بها دون غيرها من سائر حروف المعجم7، ولا سيما، وهي كما قدمنا أكثر الحروف زيادة في أوائل الكلم، فلذلك زادوا همزة الوصل دون غيرها مما عداها، فاعرفه.
وأما زيادتها في الأسماء فعلى ضربين:
أحدهما: أسماء هي مصادر، والآخر: أسماء غير مصادر.
فأما المصادر فكل مصدر كانت في أول فعله الماضي همزة وصل ووقعت في أوله هو أيضا همزة، فهي همزة وصل، وذلك نحو: اقتدر اقتدارا، واشتغل اشتغالا، واستخرج استخراجا، فهذه: المصادر، ومنها اطير اطير، واثاقل اثاقلا، واداركوا8 فيها اداركا.
وأما الأسماء التي فيها همزة وصل، فهي عشرة أسماء معدودة، وهي: ابن، وابنة، وامرؤ، وامرأة، واثنان، واثنتان، واسم، واست9، وابنم، بمعنى ابن، وايمن في القسم.