وأما ما قرأته على أبي على من قول الشاعر1:
وحال دوني من الأبناء زمزمة
... كانوا الأنوف وكانوا الأكرمين أبا2
ويروى: صمصمة، وهما الجماعة، فليس أحد الحرفين بدلا من صاحبه، لأن الأصمعي قد أثبتهما معا، ولم يجعل لأحدهما مزية على صاحبه، وإذا ورد في بعض حروف الكلمة لفظان مستعملان، فالوجه وصحيح القضاء أن نحكم بأنهما كليهما أصلان منفردان، ليس واحد منهما أولى بالأصلية من صاحبه، فلا تزال على هذا معتقدا له حتى تقوم الدلالة على إبدال أحد الحرفين من صاحبه.
وهذا عيار في جميع ما يرد عليك من هذا، فاعرفه وقسه تصب إن شاء الله.
ألا تراهم قالوا: أنى له أن يفعل كذا، وآن له أن يفعله، قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّه} 3 فهذا من أنى.
وقال الشاعر4:
ألما يئن لي أن تجلى عمايتي
... وأقصر عن ليلى؟ بلى قد أنى ليا5