فلم تجامعها صارت بدلا منها ووسيلة لها، فكما لا ينبغي أن يعوض من الحركة وهي موجودة، فكذلك لا ينبغي أن يعوض من الحركة وهناك من الياء ما يعاقبها ويكون بدلا منها. وأيضًا فلو كان التنوين في "جوارٍ" إنما هو عوض من حركة الياء في الرفع والجر لوجب أيضًا أن يعوضوا من ضمة الياء والواو في نحو: يقضي ويغزو.
فإن قلت: إنهم إنما رفضوا ذلك في الفعل من قبل أن الأفعال لا يليق التنوين بها، ولا له مدخل فيها.
فالجواب: أن الفعل إنما يمتنع فيه من التنوين ما كان دالا على الخفة والتمكن، فأما غير ذلك من التنوين فقد أدخل عليه في نحو1:
داينت أرْوَى والديونُ تُقْضَنْ2
ونحو قول جرير3:
............. ... وقولي إن أصبتُ لقد أصابَنْ4
ونحو قول امرئ القيس5:
ألا أيها الليل الطويل ألا انْجَلِنْ
... ............6
وقوله7: