العبادات (1). وحديث الخلوف هذا هو في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - (2)، والله أعلم. وحديث كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يصبح جنبا من جماع غير اختلام في رمضان، ثم يصوم) (3) ثابت في الصحيحين (4) عن عائشة(1) وقيل: في معناه أن المراد به الثناء على الصائم والرضى بفعله، وهذا كله تأويل للحديث، وإخراج اللفظ عن حقيقته مما لا حاجة إليه، وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في معناه بعد أن ردّ على المؤلف (ابن الصلاح) وغيره ممن أوّل هذا الحديث " ... ومن المعلوم أن أطيب ما عند الناس من الرائحة رائحة المسك، فمثل النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الخلوف عند الله تعالى بطيب رائحة المسك عندنا وأعظم. ونسبة استطابة ذلك إليه سبحانه وتعالى كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه، فإنها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين، كما أن رضاه وغضبه وفرحه وكراهته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك، وكما أن ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات خلقه، وصفاته لا تشبه صفاتهم، وأفعاله لا تشبه أفعالهم - وهو - سبحانه وتعالى يستطيب الكلم الطيب فيصعد إليه، والعمل الصالح، فيرفعه، وليست هذه الاستطابة كاستطابتنا. ثم إن تأويله لا يرفع الإشكال، إذ ما استشكله هؤلاء من الاستطابة يلزم مثله في الرضى، فإن قال: رضى ليس كرضى المخلوقين، فقولوا: استطابة ليست كاستطابة المخلوقين، وعلى هذا جميع ما يجيئ من هذا الباب" يعني باب الأسماء والصفات. صحيح الكلم الطيب: ص 58 - 60. وانظر: شرح صحيح مسلم للنووي: 8/ 30، فتح الباري: 4/ 127. (2) هو قطعة من حديث (الصوم جنة) السابق آنفا. (3) انظر: الوسيط: 1/ ق 151/ ب. (4) البخاري: 4/ 169 - 181، 170 - 182 مع الفتح في كتاب الصوم، باب الصائم يصبح جنبا، وباب اغتسال الصائم، ومسلم: 7/ 220 - 223 في كتاب الصوم، باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب من حديثيهما.