أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ ، ثنا مُعَاذُ بْنُ نَجْدَةَ الْقُرَشِيُّ ، ثنا خَلادُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، وَالأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَيُؤَاخِذُ اللَّهُ الرَّجُلَ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟ قَالَ : " مَنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الإِسْلامِ أُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخِرِ " ، لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي النَّضْرِ ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ ، عَنْ خَلادِ بْنِ يَحْيَى ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ الْحَلِيمِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : وَهَذَا عَلَى أَنَّ الطَّاعَاتِ فِي الإِيمَانِ إِيمَانٌ ، وَأَنَّ الْمَعَاصِيَ فِي الْكُفْرِ كُفْرٌ ، فَإِذَا أَسْلَمَ الْكَافِرُ أَحْبَطَ إِسْلامُهُ كُفْرَهُ ، فَإِنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلامِ ، أَحْبَطَتْ طَاعَاتُهُ تِلْكَ الْمَعَاصِيَ الَّتِي قَدَّمَهَا فِي حَالِ كُفْرِهِ ، وَإِنْ لَمْ يُحْسِنْ فِي الإِسْلامِ بَقِيَتْ تِلْكَ الْمَعَاصِي بِحَالِهَا لَمْ يَجِدْ مَا يُحْبِطُهَا ، فَأُخِذَ بِإِسَاءَتِهِ فِي الإِسْلامِ وَفِيمَا قَبْلَهُ ، وَبَسَطَ الْكَلامَ فِي شَرْحِ ذَلِكَ وَلا يَلْزَمُ عَلَى هَذَا إِلْزَامُهُ قَضَاءَ مَا تَرَكَ مِنْ صَوْمٍ وَصَلاةٍ لأَنَّهُ إِذَا صَامَ وَصَلَّى بَعْدَمَا أَسْلَمَ سَقَطَ عَنْهُ مَا تَرَكَ فِي الْكُفْرِ بِدَلالَةِ الْحَدِيثِ ، وَإِنْ لَمْ يُصَلِّ ، وَلَمْ يَصُمْ أَمْرٌ بِهِمَا ، وَحَمْلُهُ عَلَى ذَلِكَ حَمْلٌ لَهُ عَلَى مَا إِذَا فَعَلَهُ سَقَطَ عَنْهُ مَا مَضَى .