الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده) (١) .
وفي سنن الترمذي عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع) (٢) ؛ أي تتواضع له.
فالأعمال الصالحة - كما ترى - تقرب الملائكة منا، وتقربنا منهم، ولو استمر العباد في حالة عالية من السمو الروحي، لوصلوا إلى درجة مشاهدة الملائكة ومصافحتهم كما في الحديث الذي يرويه مسلم، عن حنظلة الأسيدي، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم) (٣) .
وفي رواية الترمذي عن حنظلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم تكونون كما تكونون عندي لأظلتكم الملائكة بأجنحتها) (٤) .
دور الملائكة تجاه المؤمنين (الجزء الثاني)
٧- تسجيل الملائكة الذين يحضرون الجمعة:
وهؤلاء الملائكة يسجلون بعض أعمال العباد، فيسجلون الذين يؤمون الجُمَع الأول فالأول. فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم، وجلسوا يستمعون الذكر) . متفق عليه (٥) .
ويسجلون ما يصدر عن العباد من أقوال طيبة، ففي صحيح البخاري وغيره عن رفاعة بن رافع الزرقي قال: (كنا يوماً نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة، قال: (سمع الله لمن حمده) قال رجل وراءَه: ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه. فلما انصرف، قال: (من المتكلم؟)
(١) صحيح مسلم: ٤/٢٠٧٣. ورقمه: ٢٦٩٩.
(٢) صحيح سنن الترمذي: ٢/٣٤٢. ورقمه: ٢١٥٩.
(٣) صحيح مسلم: ٤/٢١٠٦، ورقمه: ٢٧٥٠.
(٤) صحيح سنن الترمذي: ٢/٢٩٨. ورقمه: ١٩٩٤.
(٥) مشكاة المصابيح: ١/٤٣٦. ورقمه: ١٣٨٤.