{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (١).
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ} (٢).
وإذا اطمأن القلب, وسكنت النفس .. شعر الإنسان ببرد الراحة, وحلاوة اليقين, واحتل الأهوال بشجاعة, وثبت إزاء الخطوب مهما اشتدت, ورأى أن يد الله ممدودة إليه, وأنه القادر على فتح الأبواب المغلقة, فلا يتسرب إليه الجزع, ولا يعرف اليأس إلى قلبه سبيلاً.
{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (٣).
٥ - والإيمان يرفع من قوى الإنسان المعنوية, ويربطه بمثل أعلى, وهو الله مصدر الخير, والبر, والكمال.
وبهذا يسمو الإنسان عن الماديات, ويرتفع عن الشهوات, ويستكبر على لذائذ الدنيا, ويرى أن الخير والسعادة فى النزاهة والشرف, وتحقيق القيم الصالحة .. ومن ثم يتجه المرء اتجاهًا تلقائيًا لخير نفسه, ولخير أمته, ولخير الناس جميعًا.
وهذا هو السر فى اقتران العمل الصالح - بجميع شعبه وفروعه - بالإيمان, إذ أنه الأصل الذى تصدر عنه, وتتفرع منه.
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} (٤).
(١) سورة الرعد - الآية ٢٨.
(٢) سورة الفتح - الآية ٤.
(٣) سورة البقرة - الآية ٢٥٧.
(٤) سورة يونس - الآية ٩.