وهذه الشروط مأخوذة بالاستقراء والتتبع للأدلة من الكتاب والسنة، وقد أضاف بعضهم إليها شرطا ثامنًا ونظمه بقوله:
وزيد ثامنُها الكفرانُ منك بما ... سوى الإلهِ من الأندادِ قد أُلِها
وأخذ هذا الشرط الأخير من قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي مالك أبيه: "من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله" (١).
وذكره الشيخُ عبدُ الرحمن بنُ حسن في قرّةِ عُيونِ الموحِّدين فقل: "إن لا إله إلا الله قد قُيّدت في الكتاب والسنة بقيودٍ فقال منها:
العلم، واليقين، والإخلاص، والصدق، والمحبة، والقبولُ والانقياد، والكفرُ بما يُعبَدُ من دونِ الله" (٢).
وذكره الشيخُ محمدُ بنُ عبدِ الوهاب في "كتاب التَّوحيدِ" ثمَّ قال بعده: "وهذا من أعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله، فإَنَّه لم يجعل التلفُّظَ بها عاصمًا للدمِ والمالِ، بل ولا معرفةَ معناها مع لفظِها، بل ولا الإقرارَ بذلك، بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحدَه لا شريكَ له، بل لا يحرمُ مالُه ودمُه حتى يُضيف إلى ذلك الكفرَ بما يُعبَدُ من دون الله، فإن شكَّ أو توقف لم يحرُم مالُه ودمُه" (٣).
وبعضهم يجعل هذا الشرط ضمن أركان (لا إله إلا الله) وقد تقدم في ذكر الأركان أن (لا إله) يبطل الشرك بجميع أنواعه ويوجب الكفر بكل ما يعبد من دون الله و (إلا الله) يثبت أنه لا يستحق العبادة إلا الله ويوجب العمل بذلك ويدل عليه قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} البقرة:٢٥٦ فقوله: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ} هو معنى الركن الأول (لا
(١) أخرجه مسلم (٢٣).
(٢) قرة عيون الموحدين ص ٥٠، وقد مضى بعضٌ من الأدلة في أول الباب.
(٣) مجموعة التوحيد ص ٤٧، ٤٨.