إله) وقوله: {وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ} هو، هو معنى الركن الثاني (إلا الله). وكذلك قوله عن الراهيم عليه السَّلام: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (٢٦) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} الزخرف: ٢٧،٢٦ فقوله: {إِنَّنِي بَرَاءٌ} هو معنى النفي في الركن الأول. وقوله: {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي} هو معنى الإثبات في الركن الثاني.
وعليه فإن شروطها مجملة ثمانية:
الأول: العلم بمعناها نفيًا وإثباتًا.
الثاني: اليقين وهو كمال العلم بها، المنافي للشك والريب.
الثالث: الإخلاص المنافي للشرك.
الرابع: الصدق المنافي للكذب، المانع من النفاق.
الخامس: المحبة لهذه الكلمة ولما دلّت عليه والسرور بذلك.
السادس: الانقياد بحقوقها المنافي للترك: وهي الأعمال الواجبة إخلاصا لله وطلبًا لمر ضاته.
السابع: القبول المنافي للرد.
الثامن: الكفر بما سوى الله من الأنداد.
وسوف أتناول كُلَّ شرطٍ بشرحٍ يُبَيِّنُ المقصودَ:
أولًا: العلمُ بمعناها نفيًا وإثباتًا المنافي للجهل بذلك:
قال الشيخ عبد الله بن جبرين: "والمراد العلم الحقيقي بمدلول الشهادتين وما تستلزمه كل منهما من العمل، وضد العلم الجهل، وهو الذي أوقع المشركين من هذه الأمة في مخالفة معناها، حيث جهلوا معنى الإله، ومدلول النفي والإثبات، وفاتهم أن القصد من هذه الكلمة معناها، وهو الذي خالفه المشركون العالمون بما تدل عليه، حيث قالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} ص: ٥