وفي "الصحيحين" (١): "لما دعا لأبي عامر رفع يديه".
وروى عنه أنس -رضي الله عنه- قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء" أخرجاه في "الصحيحين" (٢).
وفيهما (٣): "أنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه وينحي فيه يديه".
وهذا هو الذي سمَّاه ابن عباس -رضي الله عنه- الابتهال، وجعل المراتب ثلاثًا: الإشارة بأصبع واحدة، كما كان يفعل يوم الجمع على المنبر.
والثانية: المسألة، وهو أن تجعل يديك حذو منكبيك كما في أكثر الأحاديث.
والثالثة: الابتهال، وهو الذي ذكره أنس -رضي الله عنه-، ولهذا قال: "كان يرفع يديه حتى يرى بيان إبطيه"، وهو الرفع إذا اشتد: كان (٤) بطون يديه مما يلي وجهه والأرض وظهورهما مما يلىِ السماء.
وقد يكون أنس بن مالك -رضي الله عنه- أراد بالرفع على المنبر يوم الجمعة كما في مسلم وغيره: "أنه كان لا يزيد على أن يرفع أصبعه المسبحة" (٥).
وفي هذه المسألة قولان هما وجهان في مذهب أحمد في رفع الخطيب يديه.
قيل: يستحب قاله ابن عقيل، وقيل: لا يستحب بل هو مكروه وهو أصح: قال إسحاق بن راهويه هو بدعة للخطيب، وإنما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يشير بأصبعه إذا دعا.
وأما في الاستسقاء فإنه لما استسقى على المنبر رفع يديه كما رواه
(١) البخاري (٤٣٢٣)، ومسلم (٢٤٩٨).
(٢) البخاري (١٠٣١)، ومسلم ٨٩٦١).
(٣) البخاري (٣٥٦٥)، ومسلم (٨٩٥).
(٤) في الأصل: (وكان)، والتصويب من جامع المسائل (٤/ ٩٤).
(٥) رواه مسلم (٨٧٤).