عدوَّ الله لأتفرغنَّ لك" (١) أي: أقتصد إلى إبطال أمرك، وهذا قول ابن عباس - رضي الله عنهما - والضحاك) (٢).

وقال آخرون: معناه سنقصد لكم بعد الترك والإمهال، ونأخذ في أمركم، وقد يقول القائل الذي لا شغل له: قد فرغت لي وفرغت لشتمي، أي أخذت فيه وأقبلت عليه (٣). قال جرير بن الخطفي رحمه الله:

ولمَّا اتقى القَيْنُ العِراقِيُّ باسْتِهِ ... فرغْتُ إلى القَيْن المقيِّد بالحجل (٤)

أي: قصدته بما يسوءه، وهذا القول اختيار القتيب والكسائي (٥).

وقال بعضهم: إنَّ الله -عز وجل- وعد على التقوى، وأوعد على الفجور،

(١) أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" ٣/ ٤٦٠ (١٥٧٩٨) من طريق ابن إسحاق عن معبد بن كعب بن مالك بن أبي بن كعب بن القين أخو بني سلمة عن عبيد الله بن كعب عن كعب بن مالك وذكر الحديث بلفظ: "هذا أذبُّ العقبة، هذا ابنُه أذْيب: أسمع أي عدو الله أما والله لأفرغنَّ لك".
(٢) ما بين القوسين ساقط من (ح).
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٩٩، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤٤٧، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ١١٥، "لباب التأويل" للخازن ٧/ ٦.
(٤) "الديوان": في الحجل (٣٧٢)، "شرح الديوان" في الحجل (٤٦٤)، "المثلث" للبطليوسي ٢/ ٣٤٤، "با هر البرهان" للغزنوي (١٤٣٣)، "اللسان" (فرغ) ٨/ ٤٤٥.
أراد بالقين العراقي: البعيث، الحجل: القيد، القين المقيد: الفرزدق.
(٥) "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (١٠٥).