الصحابة رضي الله عنهم يبتدرون سواري المسجد ليصلوا إليها النافلة، وذلك في الحضر في المسجد، لكن لم يعرف عنهم أنهم كانوا ينصبون أمامهم ألواحا من الخشب لتكون سترة في الصلاة بالمسجد، بل كانوا يصلون إلى جدار المسجد وسواريه، فينبغي عدم التكلف في ذلك، فالشريعة سمحة، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، ولأن الأمر بالسترة للاستحباب لا للوجوب، لما ثبت من «أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالناس بمنى إلى غير جدار (١) » ولم يذكر في الحديث اتخاذه سترة، ولما روى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضاء وليس بين يديه شيء (٢) »

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس

عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(١) أخرجه البخاري ١ / ٢٧، ١٢٦، ٢٠٩، ومسلم ١ / ٣٦١ برقم (٥٠٤) (وليس عنده: 'إلى غير جدار ') ، والبيهقي ٢ / ٢٧٣.
(٢) أخرجه أحمد ١ / ٢٢٤، وأبو داود ١ / ٤٥٩ برقم (٧١٨) ، والبيهقي ٢ / ٢٧٣، ٢٧٨