وسألت الشَّافِعِي عن العمرة في أشهر الحج فقال: حسنة أستحسنها، وهي
أحب إليَّ منها بعد الحج، لقول اللَّه - عز وجل ث (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ) الآية.
ولقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دخلت العمرة في الحج" الحديث، ولأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم -
أمر أصحابه: "من لم يكن معه هدي أن يجعل إحرامه عمرة" الحديث.
وقال الشَّافِعِي رحمه الله: أخبرنا مالك، عن صدقة بن يسار، عن ابن عمر
رضي اللَّه عنهما أنه قال: "والله لأن أعتمر قبل أن أحج وأهدي أحبّ الي من أن أعتمر بعد الحج في ذي الحجة" الحديث.
الأم (أيضاً) : الإحصار:
قال الشَّافِعِي رحمه الله تعالى: الإحصار الذي ذكره اللَّه تبارك وتعالى، فقال:
(فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) الآية، نزلت يوم الحديبية، وأحصِر
النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدوّ، ونَحَرَ عليه الصلاة والسلام في الحلِّ.
الأم (أيضاً) : باب (دخول مكه لغير إرادة حج ولا عمرة) :
قال الشَّافِعِي رحمه الله: قال الله تبارك وتعالى: (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) الآية.
فأذن - اللَّه - للمحرمين بحج أو عمرة، أن يُحلوا لخوف الحرب، فكان من
لم يحرم أولى إن خاف الحرب ألا يحرم، من محرم يخرج من إحرامه، ودخلها
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح غير محرم للحرب.