في معاني القرآن ١: ٢٢٤: «{ولا يأمركم} أكثر القراء على نصبها تردونها على (أن يؤتيه الله) ولا أن يأمركم».
وفي الكشاف ١: ١٩٨: (ولا يأمركم) بالنصب عطفا على (ثم يقول) وفيه وجهان:
أحدهما: أن تجعل (لا) مزيدة لتأكيد معنى النفي في قوله: ما كان لبشر والمعنى: ما كان لبشر أن يستنبئه الله وينصبه للدعاء إلى اختصاص الله بالعبادة وترك الأنداد، ثم يأمر الناس بأن يكونوا عبادًا له ويأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا، كما تقول: ما كان لزيد أن أكرمه ثم يهينني ولا يستخف بي.
والثاني: أن تجعل (لا) غير مزيدة والمعنى أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان ينهي قريشا عن عبادة الملائكة، واليهود والنصارى عن عبادة عزير والمسيح فلما قالوا له: أنتخذك ربا قيل لهم: ما كان لبشر أن يستنبئه الله ثم يأمر الناس بعبادته وينهاكم عن عبادة الملائكة والأنبياء.
وفي البحر ٢: ٥٠٧: «وقرأ عاصم ... بنصب الراء وخرجه أبو علي وغيره على أن يكون المعنى: ولا له أن يأمركم فقدروا (أن مضمرة بعد (لا) وتكون (لا) مؤكدة معنى النفي السابق كما تقول: ما كان من زيد إتيان ولا قيام وأنت تريد انتفاء كل واحدة منهما فلا للتوكيد في النفي السابق وصار المعنى: ما كان من زيد إتيان ولا منه قيام.
وقال الطبري قوله: (ولا يأمركم) بالنصب معطوف على قوله (ثم يقول).
قال ابن عطية: وهذا خطأ لا يلتئم به المعنى.
ولم يبين جهة الخطأ ولا عدم التئام المعنى به.
ووجه الخطأ أنه إذا كان معطوفًا على (ثم يقول) وكانت (لا) لتأسيس النفي. فلا يمكن إلا أن يقدر العامل قبل (لا) وهو (أن) فينسيك من (أن) والفعل المنفي مصدر منتف فيصير المعنى: ما كان لبشر موصوف بما وصف به انتفاء أمره