باتخاذ الملائكة والنبيين أرباب وإذا لم يكن له الانتفاء كان له الثبوت فصار آمرا باتخاذهم أربابا وهو خطأ.
فإذا جعلت (لا) لتأكيد النفي السابق كان النفي منسحبا على المصدرين المقدر ثبوتهما فينتفي قوله: {كونوا عبادا لي} وآمره باتخاذ الملائكة أربابا ... فإطلاق ابن عطية الخطأ وعدم التئام المعنى إنما يكون على أحد التقديرين في (لا) وهي أن تكون لتأسيس النفي».
٩ - ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن ٤١: ٣٤
- وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور
- وما يستوي الأحياء ولا الأموات ... ٣٥: ١٩: ٢٢.
- وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء ٤٠: ٥٨.
في أمالي الشجري ٢: ٢٣١: «ومن مواضع زيادتها المطردة مجيئها بعد النفي مؤكدة له في نحو قوله تعالى: {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام}.
وقد تجيء مؤكدة للنفي في غير موضعها الذي تستحقه كقوله: {وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء}.
المعنى: وما يستوي الذين آمنوا وعملوا الصالحات والمسيء لأنك تقول: ما يستوي زيد وعمرو ولا تقول: ما يستوي زيد فتقتصر على واحد ومثله {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة}.
وفي البرهان ٤: ٣٥٧: «وأما قوله: {وما تستوي الحسنة ولا السيئة} فمن قال: إن الحسنة لا تساوي السيئة فلا عنده زائدة. ومن قال: إن جنس الحسنة لا يستوي أفراده، وجنس السيئة لا يستوي أفراده، وهو الظاهر من سياق الآية فليست زائدة والواو عاطفة جملة على جملة».